عميد الحب
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 20/02/2009
| موضوع: التطبيقات المعاصرة للزكاة الجمعة فبراير 20, 2009 7:47 am | |
| خديجة بن قنة: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الزكاة فريضة من فرائض الإسلام، مصطلح قرآني انفردت بمعرفته أمة الإسلام مشبع بالمعاني الإنسانية والخيرية بما يؤكد اهتمام الدين الإسلامي بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة، جاءت الزكاة شقيقة ملازمة للصلاة في القرآن والسُنة دليلا على أهمية هذه الفريضة التي تطهر المال وتزكي النفوس وتقيم التكافل بين المسلمين في مجتمع لا يجوع فيه مسلم وإخوانه شباع، فما هي فوائد الزكاة؟ وما هي الأهداف التي شُرِعت الزكاة من أجلها؟ وهل يشكل شهر رمضان الفضيل فرصة مثلى لإخراجها أم أن إخراجها في هذا الشهر يؤدي إلى تكديسها في وقت واحد مما يضعف توزيعها على بقية شهور السنة؟ وإذا كانت فريضة الزكاة وسيلة للتكافل الاجتماعي فلماذا يتفشى الفقر والمجاعة في مناطق من العالم العربي والإسلامي؟ هل هي مشكلة فقر لا تفي الزكاوات بسد حاجات أهلها أن إنها مشكلة منع إخراج الزكاوات أم إنها تذهب إلى غير مواضعها؟ الزكاة أهدافها ومقاصدها الكبرى في الإسلام موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي أهلا بك فضيلة الشيخ.يوسف القرضاوي: أهلا بكِ يا أخت خديجة. الزكاة في الإسلام وهدفها واختلافها عن الصدقةخديجة بن قنة: يعني ربما الشيء المشترك بين الأديان جميعها أنها كلها أو كلها تدعو إلى البر والإحسان والتكافل الاجتماعي لكن الزكاة مصطلح قرآني انفردت به أمة الإسلام، ما ميزة الزكاة أو ميزة الزكاة مقارنة بما جاء في الأديان الأخرى فضيلة الشيخ؟ يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا رسول الله وعلى أهله وصاحبه ومن اتبع هداه وبعد، فلا شك أن الأديان جميعا كلها اهتمت بهذا الجانب الاجتماعي الخيري الإنساني، كلها دعت إلى البر والإحسان والتطوع بالصدقات حتى الأديان قبل الأديان الكتابية كان فيها هذه الدعوة ولكن المزية التي جاء بها الإسلام بالنسبة للزكاة أنه يُرتقى بها إلى أعلى درجات الإلزام الديني والأخلاقي والتشريعي، فجعلها ركنا من أركانه هي فريضة ولكن فريضة ركنية؛ فيه فرائض نسميها الفرائض يعني هي من أركان الإسلام الخمسة ولذلك تعتبر شقيقة الصلاة في القرآن والسُنة قورنت بالصلاة في 28 موضعا من القرآن فالصلاة عماد الدين والزكاة قنطرة الإسلام كما قال السلف من عبر عليها نجا ومن تخلف عنها هلك، فالإسلام ارتقى بها جعلها في أعلى سلم درجات الإلزام من الناحية الأخلاقية من الناحية الدينية من تركها يعتبر ترك فرضا يكاد يكفر لو تركها منكرا أو مستخفا بقيمتها ولذلك جاء الوعيد على تركها من أشد من {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ والْفِضَّةَ ولا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وجُنُوبُهُمْ وظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} في الوعيد في الآخرة وفي الدنيا ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة ما منع قوم الزكاة إلا منعوا القطرة من السماء ولولا البهائم لم يُقطروا فالعقوبات في الدنيا والآخرة وحتى عقوبات تشريعية غير العقوبات القدرية السماوية فيه عقوبات تشريعية جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه في الإبل إنه كل أربعين (كلمة غير مفهومة) من أعطاها مؤتجرا طالبا الأجر فله أجرها ومن منعها فإن آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا لا يحل لآل محمد منها شيء" يعني يصادر نفس ماله عقوبة له على منع الزكاة فالزكاة في أعلى.. وبعدين الإسلام جعلها حقا مش بس مجرد واجب لا هي حق للفقراء والمستحقين الثمانية وحق للمجتمع وحق لله عز وجل مش بنقول حق، حق معلوم ونقوله هناك الأديان الأخرى أحسن إلى الفقير بر جارك ولكن بره بإيه محددتش ديه معلوم في كل كذا كذا حددت في كل مائتي درهم خمسة دراهم في كل خمسة إبل شاه في كذا حددت حق معلوم وبعدين الحق وراءه مطالب مش بس حق معلوم فيه مطالب وراء هذا، الفقراء من حقهم أن يطالبوا المجتمع من حقه الدولة من حقها أن تطالب، الأصل في الزكاة أنها تنظيم اجتماعي تشرف عليه الدولة ولذلك القرآن جعل من مصارف الزكاة العاملين عليها الذين يقومون على جباية الزكاة وعلى توزيع الزكاة جعل لهم سهم في الزكاة حتى لا يتعطلوا ونقول مش لاقيين يأكلوا ما حدش بيديهم راتب لا يأخذوا من ميزانية الزكاة. خديجة بن قنة: لكن رغم ذلك فضيلة الشيخ الزكاة هناك الكثير من الناس يخلط بين الزكاة والصدقة بين زكاة المال وزكاة الفطر هل لكم أن توضحوا لنا الفروق بين هذه الأنواع من الزكاة؟ يوسف القرضاوي: الصدقة إذا كان يراد بها صدقة التطوع ففيه فرق كبير بين صدقة التطوع والزكاة، الزكاة قلنا حق معلوم يؤدى في وقت معين عندما يحول الحول أو عندما يأتي الحصاد في الزرع وفي هذه الأشياء والصدقة حق مش حق حتى وإذا كنا حق مندوب وليس مفروضا ولا واجبا ولكن عايز أقول إن الزكاة قد تسمى في الإسلام صدقة أو في القرآن والسُنة يعني الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس فيما دون مائتي درهم صدقة" أي زكاة {إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} يقصد الزكاة ولذلك قال الإمام المواردي الزكاة صدقة والصدقة زكاة اتحد الاسم وافترق المسمى فهذا إنما الزكاة هي المراد بها الزكاة الفريضة الواجبة الدورية المحددة محدد مقدارها ومحدد نصابها ومحدد وقتها ومحدد من تجب له ومحدد من تجب عليه ففرق بين الزكاة وبعدين فرق بين صدقة الفطر أو زكاة الفطر وزكاة المال، زكاة الفطر زكاة على الرؤوس مش على المال على الشخص بهذه المناسبة مناسبة الفطر من رمضان يعني هي جاءت نتكلم عنها في حديث خاص عنها لأنها جاءت بمناسبة العيد لتشرك أبناء الأمة كلها في مسرة العيد وفي أفراح العيد حتى لا يكون العيد يعني مصيبة على المحتاجين والمعوزين ولا يفرح به إلا القادرون والموسرون..خديجة بن قنة [مقاطعة]: حتى يفرح الجميع. يوسف القرضاوي [متابعاً]: فالإسلام أحب أن تكون الفرحة عامة فأوجب على المسلمين أن يبحثوا عن الفقراء يعني يسألوا عنهم مش الفقير اللي يجي عند الغني يقول له إديني لا أنت اللي تبحث عنه وتوصله إلى بيته أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم فهذه على الصدقة عن الإنسان عن نفسه وعمن يمونه ويلي عليه عمن يعوله من أبنائه الصغار من زوجته من الخدم اللي عنده يخرج عنهم وعنه ولا يقبل صيامه إلا بأن يدفع زكاة الفطر. خديجة بن قنة: زكاة الفطر ما هي الأموال فضيلة الشيخ الأموال التي تجب فيها الزكاة؟يوسف القرضاوي: الزكاة تجب في كل مال نام، يعني مال نام يعني إيه؟ المال النامي هو الذي يدر دخلا على صاحبه إنما المال الذي من شأنه ألا يدر دخلا على صاحبه يعني واحد عنده أثاث البيت عنده سيارة بيركبها عنده بيت بيسكنه هذه أشياء غير نامي إنما عنده نقود حتى ولو لم ينمها سايبها في البيت حاططها في الخزانة عنده أو تحت البلاطة كان زمان يحطوا تحت البلاطة لا هذا مال أنت المفروض إنه ينمو بطبيعته أن ينمو إذا عطلته وكنزته فأنت مطلوب تدفع منه الزكاة والزكاة هي من أكبر الحوافز والدوافع لتنمية المال وتثميره إن الواحد يستثمر لأنه حتى لا تأكله ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: "من ولي يتيما فليتجر له في ماله حتى لا تأكله الزكاة" يعني ممكن الواحد ينمي ماله إنما يشرف على ماله يسيبه وكل سنة بيدفع منه زكاة بعد كذا سنة هيخلص المال ده ولذلك الزكاة من الدوافع من أهدافها إنها تدفع إلى تنمية المال حتى لا يتآكل بمرور السنين وفي كل سنة يدفع زكاة منه غير النفقة التي تؤخذ من هذا المال. نصاب الزكاة والمستحقون لهاخديجة بن قنة: فضيلة الشيخ كنا نتحدث عن الأموال التي تجب فيها الزكاة ما هو الحد الذي أو حد الغني الذي يوجب دفع الزكاة أو بصياغة أخرى حد الفقر أيضا الذي يمنع عن الفرد أداء الزكاة؟ يوسف القرضاوي: هو إحنا تكملة لجواب السؤال السابق إنه قلنا الزكاة تجب في كل مال نامي يعني ولذلك تجب في النقود تجب في عروض التجارة تجب في الثروة الحيوانية إذا كانت سائمة يعني ترعى مش بتتكلف تكاليف يعني ترعى معظم السنة تجب في الثروة الزراعية ما تنتجه الأرض وهي تجب في هذا المال إذا بلغ نصابا وهذا يدخل بقه في السؤال اللي بتسأليه لأن الزكاة لا تجب على كل إنسان وإنما تجب على الأغنياء، النبي عليه الصلاة والسلام حينما بعث معاذ بن جبل إلى اليمن قال له: "أخبرهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم" فالزكاة لا تؤخذ من الفقير لترد لفقير لا، تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم وهذا مهم جدا لأنه قبل الإسلام يعني في بلاد الفرس والروم وهذه كانت الزكاة الضرائب التي يفرضها كسرى وقيصر وهؤلاء الناس يفرضونها على صغار الزراع على صغار التجار على الحرفيين من الناس يأخذون هذه الضرائب وتُنفَّق على العواصم الكبرى الذي يعيش فيها الإمبراطور عليه وعلى موظفيه وحاشيته وجيشه وخدامه والبلاد القرى النائية الكادحة لا تكاد تجد يعني ما يمسك الرمق أو يطفئ الحرق فكأن الضرائب هذه كانت تؤخذ من الفقراء لتُنفق على الأغنياء الإسلام جاء قال لا الزكاة تؤخذ من الأغنياء من أغنياء كل إقليم لترد على فقرائه ولذلك المفروض في الزكاة الإسلامية إنها في النظام المحلي مش المركزية نعمل كل شيء ونوديه العاصمة لا كل إقليم تؤخذ زكاته وتنفق في هذا الإقليم | |
|