لعله ألأول في تاريخ إسرائيل والفلسطينيين ، وبه نقلة نوعية للتموضع ألإنساني للشخصية ألفلسطينية بالبدء في التحقيق الدولي تحت إشراف ألأمم المتحدة ، لجرائم حرب وقعت في فلسطين والتي ظهرت بشكل لا يمكن السكوت عليه عالميا ودوليا في حرب غزة ، في عصر النقل الحي الشاهد ، لمجريات الحرب الحديثة وتكنولوجيا البث المباشر بواسطة الأقمار الصناعية .
إنها بشائر ردعية في وجه الهمجية الإسرائيلية وعبثها المطلق بالإنسان الفلسطيني والدم العربي الذي لا يساوي اي قدرا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ، التي دأبت منذ وقبل تأسيسها على المزيد من المجازر ضد الشعب العربي الفلسطيني ناهيك عن الجرائم التي قامت بها ضد المحيط العربي ، منها أسرى حرب حزيران في سيناء المصرية والجولان السوري وتدميرها لمدرسة بحر البقر المصرية والآن مدرسة وكالة الغوث الدولية ، في حربها الأخيرة على غزة والقطاع الذي كان ولا يزال يعاني من الإنقلاب الحمساوي المدعوم من حركة لإخوان المسلمين العالمية والتي يجب ايضا ان يحقق في جوانب كثيرة من إدائها ألإنقلابي ، التي ترتقي الى جرائم الحرب والتي يجب أن تأخذ أيضا مسارا دوليا بالتحقيق والجزاء .
لربما يستغرب البعض من أننا نمتطي جواد التحقيق الدولي لجرائم الحرب التي قامت به إسرائيل ، لنستغل الفرصة لمماحكة حركة حماس أو للتأليب عليها إقليميا ودوليا من الباب الفصائلي او السياسي والذي بالمؤكد غير ذلك ، لكون الجريمة تبقى جريمة بغض النظر عن من إقترفها ، نعم إسرائيل لا زالت تقترف وإقترفت الكثير من الجرائم من دير ياسين الى قبية الى نحالين الى بحر البقر ودفن الجنود المصرين أحياء في سيناء الى القتل المتعمد والإعدامات الميدانية للنشطاء الفلسطينيين في الضفة والقطاع وإلى إستعمال الأسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب العربي الفلسطيني والعربي بمجمله و آخرها ما حدث في حربها المجرمة ضد غزة ... الخ
كل هذه الأمور لن تثني ... ولن تؤجل ما حدث في غزة إبان الإنقلاب الحمساوي وبعده ، وما جرى ويجرى الآن بعد حرب غزة للمواطن الفلسطيني من قتل وتعسف وعنف وإلغاء وتكفير وتعذيب في السجون حتى الموت والخطف الى غير رجعة ،وقطع الأرجل بصليات الرصاص وتفتيت ركب ألإنسان برصاص ألأسلحة الأوتوماتيكية ، وسحل الموتى في الشوارع ورمي الإنسان مكبلا من علو شاهق والإعدامات العشوائية في الأماكن العامة دون المحاكمة والدفاع العادل ، وتكسير عظام ألأيدي والأرجل بالقضبان الغليظة ، علاوة عن مئات الإعاقات الدائمة التي يتحمل مسئوليتها حركة حماس ومن يؤازرها وخاصة حركة الإخوان المسلمين العالمية ((وقادة )) حركة حماس السياسية والعسكرية التي يجب على لجنة التحقيق الدولية ان تبدء بالتوازي ايضا بالتحقيق (( معهم )) وفي جرائم ألإنقلاب الحمساوي ونتائجه خاصة بمئات (ألإعاقات) الدائمة جراء التعذيب والإصابات المباشرة المتعمدة من مليشيات حماس التي تخضع لإمرة ومسئولية القيادة العسكرية والسياسة لحركة حماس .
إن كل ما سبق ليس زورا وجزافا وبهتانا ، بل أنه موثق بالصورة الحية والمكان والزمان والأشخاص ، وإنها في متناول الجميع وعلى الجميع والسلطة الفلسطينية والعاملين في جمعيات حقوق الإنسان الفلسطينية والعربية والعالمية ومنظمة العفو الدولية ، أن يطالبوا ويرفعوا المذكرات الرسمية ذات الصلة الى مدعي عام تقصي الحقائق لجرائم الحرب في غزة ، حتى تكتمل حقوق الإنسان الفلسطيني .. وليكن عبرة لمن إعتبر بغض النظر إن كان إسرائيليا او فلسطينيا أو عربيا أوغير ذلك لأن الحقوق المدنية والإنسانية للإنسان غير قابلة للتصرف والإنتهاك دون جزاء .
السبت أبريل 25, 2009 8:44 am